سرطان الثّدي والنظام الغذائي المساعد

ما هو سرطان الثّدي وما هي طرق العلاج الأكثر شيوعًا اليوم ؟
بحسب مركز مكافحة الأمراض والوقاية (CDC)؛ إنّه النّموّ غير الطّبيعي الَّذي يحدث في خلايا الثديَين بحيث أنَّها تبدأ بالانقسام المتساوي (mitosis) بشكلٍ سريع وغير اعتيادي. ويستمرّ هذا الإنقسام إلى حدّ تشكيل ورم أو كتلة صغيرة إلى متوسّطة الحجم، وتكون ظاهرة.
يرتبط تَبَلوُر ونموّ هذا السّرطان بنمط الحياة والنظام الغذائي، إضافةً إلى العوامل الهرمونيّة عند المرأة والبيئة الَّتي تعيش ضمنها. وكما لكلّ مرضٍ أسبابه وعوامل تساعد في نموّه، كذلك بالنسبة لسرطان الثّدي. فالطّفرات الجينيّة (genetic mutations)، تاريخ العائلة والفرد الطّبي، إستخدام علاجات سابقة للأشعَّة، شرب الكحول بإفراط، علاج بالهرمونات، وغيرها، تلعب أيضًا دورًا في نموّ السّرطان.
هناك عدَّة أنواع لسرطان الثَّدي، تُصنَّف حسب نوع الخلايا المصابة في الثّدي. أمَّا بالنّسبة للعوارض، فهي مختلفة. نجدُ ضمنها: كتل صغيرة تتكوَّن عند الثَّدي أو في مناطق مجاورة، إحمرار، تغيُّر في حجم الثّديَين، أوجاع أو ظهور ورم، وعوارض عدّة مختلفة قد تدوّي صفّارة الإنذار للذّهاب إلى طبيب مختصّ وإجراء الفحوصات اللازمة.
اليوم، ومع التقدُّم الرائع المشهود في حقل الطّبّ ومختلف الأساليب المستخدمة، تنوَّعت العلاجات المقترحة لسرطان الثّدي. فمن الممكن إجراء عمليّة جراحيّة يتمّ من خلالها استئصال الورم، كما يمكن الخضوع لجلسات كيمائية أو العلاج الشّعاعي. يتميَّز أيضًا سرطان الثّدي بإمكانيّة العلاج الهرموني أو البيولوجي (الَّذي يعمل على النظام المناعي في الجسم).
كيف يمكن للنّظام الغذائي أن يساعد في العلاج أو الوقاية ؟
إن كنتِ مصابة بسرطان الثَّدي وتخضعين لمختلف العلاجات الكيمائية أو البيولوجيّة، أو إن كنتِ في فترة علاج ما بعد الشفاء (post-recovery treatment)، فالنّظام الغذائي والصّحي من العوامل المهمّةالَّتي ترافق العلاج. والأسئلة الَّتي تتعلَّق بالغذاء لا تعني فقط المريض بل كلّ من أهل البيت والأقرباء والأصدقاء.
تترافق عادةً مختلف علاجات سرطان الثدي مع ردود فعل سلبيّة من جسمنا. تشمل هذه الآثار الجانبية فقدان الشعر، التقيؤ والغثيان، مشاكل في الذّاكرة، فقدان الوزن والشّهيّة، وغيرها العديد. لذا، من الضّروري جدًّا معرفة ماذا وكيف يجب أن ندخل على جسمنا كي نتجنَّب قدر المستطاع كلّ تفاعل إيضافي يودي بنا إلى شعورٍبالألم أو الانزعاج.
الهدف الرّئيسي، كما المعاملة مع أي مرض أو علاج، هو أن ينال جسمنا ما يحتاج إليه من الماء والسّوائل. والمهمّ أن تكون خاليةً من الكافيين (caffeine) والكحول. أضف إلى ذلك الطاقة الآتية من الأطعمة الصحيّة والغنيّة بالبروتينات والفيتامينات للمحافظة على وزنٍ معتدل وجودة في العضلات.
من المهمّ أيضًا اتّباع نظام غذائي معتدل ومتنوّع، بحيث أن يشمل اليوم عدّة وجبات صحية، خفيفة وغنيّة، تحتوي على الفاكهة والخضار(بسبب أنّها تبطئ نموّ الخلايا السّرطانيّة وتخفّف من حدّة الآثار الجانبيّة للعلاج) وأهمُّها: التوت، الليمون والحمضيّات، الموز، التّفَّاح. بالإضافة إلى الحبوب الكاملة (whole grains)، الدّهون المغذيَّة والبروتينات (الخالية من الدّهون).
يمكنك أيضًا تناول الزبادي (yogurt) غير المُحلّى وإضافة بعض القرفة أو اللوز لتحسين الطّعم فهو يساعد على عمليّة الهضم ويخفّف من مشاكل الجهاز الهضمي، زبدة الفستق، والبيض المسلوق أو المطهو جيّدًا (تحاشي أكل البيض النيء أو المقلي).
تناولي العديد من الأطعمة الَّتي تحتوي على الــphytochemicals. هذه الموادّ توجد في النباتاتوخاصَّة تلك الَّتي لها أوراق خضراء، إضافةً إلى الفاصوليا. أظهرت الدّراسات أنَّ لهذه المواد دورًا أساسيًّا في منع نموّ الورم والخلايا السرطانية إضافةً إلى تقليل/عدم إنتاج الهرمونات المرتبطة بالسرطان،[1]. ومن أكثر الأطعمة وفرةً بالــphytochemicals: البروكولي، الملفوف، اللّفت، القرنبيط، وغيرها.
هذا بما يخصّ الأطعمة الَّتي يجب عليك أن تتناوليها. أمَّا الَّذي سنورده أدناه فمن الأفضل الابتعاد عنه قدر المستطاع :
الكافيين، الكحول، اللّحوم النّيئة أو غير المطهوّة جيَّدًا، منتجات الألبان أو العصائر غير المبسترة (unpasteurized)، الخضار والفاكهة غير المغسولة والمعقّمة، الأطعمة المتروكة خارج الثلاجة لأكثر من 4 ساعات.
من الضّروري إذًا تناول الأطعمة الصحية والمغذيّة لمساندة وتفعيل كلّ حاجات الجسم خلال فترة العلاج وبعدها. وعليكِ أن تعلمي أنَّ ليست هذه قائمة لحميةٍ غذائية مهندسة حسب حاجة جسمك وكيفيّة التّماشي مع العلاج، لكن هي بمثابة إرشادات عامّة يجب أخذها بعين الإعتبار.
[1]بحسب دراسات أجريت في جامعة تيكساس – مركز أندرسون الطبي للسرطان (The University of Texas, MD Anderson Cancer Center)