حصى الكلى: الأسباب وسبل الوقاية

حصى الكلى: الأسباب وسبل الوقاية

يعاني العديد من الأشخاص من الحصى في الكلى أو مجرى البول، ويترافق وجود الحصى بألم شديد بين الأمعاء والظهر، وأحيانا يترافق مع دم في البول، وشعور بالغثيان والقيء أحيانا.

عند تواجد ألم شديد مرتبط بالحصى يجدر استشارة الطبيب الذي ينصح باجراء الفحوصات اللازمة من صور شعاعية وتحاليل مختبر لمعرفة نوع وحجم الحصى. توصف الأدوية المضادة للإلتهاب مثل الأيبوبروفين و النابروكسين لتخفيف الألم وقد يصف الطبيب أدوية من فصيلة alfa blockers   لتوسيع مجرى البول اذا اقتضى الأمر لتسهيل عملية التخلص من الحصى. كما توصف بعض الأدوية لمعالجة الحصى حسب نوعها. وقد يستلزم الأمر إجراء عملية تفتيت للحصى إذا كان حجمها كبيرا.

من المهم معرفته أن الأشخاص الذين يعانون من حصى الكلى غالبا ماتعاود لديهم هذه المشكلة بعد عدّة سنوات إذا لم يأخذوا التدابير الوقائية اللازمة.

إن جفاف الجسم من الماء هو من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حصى الكلى. وبيّنت دراسة بيانات نشرتها المؤسسة الوطنية الأميركية للكلى National kidney foundation أن الأشخاص الذين  يتبوّلون مقدار ليترين ونصف من البول يوميا  تخف لديهم نسبة الإصابة بحصى الكلى بنسبة 50 بالمائة. ولإنتاج هذه الكمية من البول يحتاج الجسم لشرب كمية من المياه توازي ليترين يوميا.

هنالك عدّة أنواع من حصى الكلى، غير أنّ أكثرها شيوعا  (80 إلى 85 بالمائة من مجمل الحصى) هي حصى الكالسيوم والتي تحتوي إمّا على أوكزالات الكالسيوم أو على فوسفات الكالسيوم. لتجنّبها يجب تخفيف الأطعمة التي تحتوي على مادة الأوكزالات مثل الشمندر والسبانخ والبطاطا واللوز وعدم الأفراط في تناول الشوكولا. ليس لتخفيف الكالسيوم في الطعام من دور في الحماية من حصى الكالسيوم.

كما من المهم تخفيف من نسبة استهلاك الملح (الصوديوم) والالتزام بالكمية القصوى التي تنصح بها منظمات الصحة (2.3 مغ في اليوم) إذ إن الصوديوم يساهم في ازدياد تواجد الكالسيوم في البول وتشكيل الحصى. كما ينصح بعدم تجاوز كمية 1.5 مغ من ملح الصوديوم  لدى الأشخاص الذين سبق أن عانوا من حصى الكالسيوم. كما أن مادة السيترات تساهم في تخفيف تكون حصى الكالسيوم عبر ارتباطها بمادة الكالسيوم و منع تكون الحصى. لذلك ينصح بتناول الليموناضة التي تحتوي على عصير الحامض الطبيعي مع المياه لدى الأشخاص المعرّضين لهذا االنوع من الحصى.

يجدر الذكر أن حصى الكلى التي تحتوي على فوسفات الكالسيوم قد تسبّبها بعض الاتهابات البولية أو مشاكل في الكلى أو ازدياد في عمل الغدة الجنب درقية. إن معالجة الأسباب الأساسية المولّدة لهذا النوع من الحصى ضروري.

من الأدوية التي تساهم في التخلّص من حصى الكالسيوم (سواء كانت أوكزالات أو فوسفات الكالسيوم) هنالك بوتاس السيترات (من الأسماء التجارية foncitril .

من أنواع الحصى الشائعة أيضا هنالك حصى حمض اليوريك uric acid   والتي تتكون لدى الأشخاص الذين يحتوي بولهم على نسبة حموضة عالية تؤدي إلى تذويب حمض اليوريك وتشكيل حصى. إن المعالجة تتم عبر تناول عقاقير تحتوي على مادة البوتاسيوم سيترات أو على مادة الصوديوم بيكاربونات والتي تخفف من حموضة البول وتجعله قلويا أكثر. كما يستحسن لدى الأشخاص الذين يعانون من ازدياد في حمض اليوريك في الدم من التخفيف من استهلاك المواد التي تزيد من نسبة حمض اليوريك مثل اللحم الأحمر، البيض وثمار البحر  وتناول الأدوية التي تحتوي على مادة الألوبورينول التي يصفها الطبيب.

كما هنالك نوع من الحصى الذي يحتوي على مادة الماغنيزيوم أمونيوم فوسفات والذي تسببه التهابات في الجهاز البولي والتي تزيد من نسبة قلوية البول (alkaline urine ph). تساعد المواد التي تقلص من قلوية البول مثل Acetohydroxamic acid على التخلص من هذا النوع من الحصى، كم يجب معالجة الالتهاب البولي المسبّب له.

هنالك أيضا أنواع من الحصى أقل شيوعا مثل الحصى الناجمة عن ازدياد في تكوين مادة السيستين cystine في الجسم، والذي يعتبر من الأمراض الوراثية.

لتجنّب معاودة الحصى، من المهم جدا اتخاذ التدابير الغذائية السابق ذكرها ، وتذكّر شرب كميات كافية من الماء لا تقل عن الليترين يوميا.