الأسبيرين والحماية من سرطان القولون والثدي

من المعروف أن للأسبيرين (حمض أسيتيل السليسيليك) فائدة مثبتة في الحماية من النوبات القلبية، ويصفه الأطباء للأشخاص المعرّضين للإصابة بالنوبات القلبية بعيار 100مغ أو أقل في اليوم بشكل منتظم.
وحديثا كثرت الدّراسات لمعرفة هل للأسبيرين من دور في الحماية من بعض السرطانات؟
وكانت نتائج هذه الدراسات مشجّعة جدّا، إذ بات من المعروف أن للأسبرين دور في الحماية من سرطانات الجهاز الهضمي (القولون، والمعدة، والزلعوم) وخاصة في الحماية من سرطان القولون والمستقيم، حيث بينت بعض الدراسات ان الأشخاص الذين يتناولون الأسبيرين بشكل يومي لمدّة تزيد عن الخمس سنوات تعرّضوا أقل من غيرهم للإصابة بسرطان القولون بنسبة 40 بالمائة بحسب موقع الجمعّية الطبيّة الكندية للسرطان societé canadienne du cancer
وفي دراسة جديدة أجريت في سبع مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وكندا وأوستراليا بيّنت أن تناول الأسبيرين بشكل منتظم لفترة تفوق الخمس سنوات يترافق مع انخفاض في خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بنسبة 66 بالمائة. ونشرت الدراسة في المجلة الطبية Breast Cancer Research 2019
وبيّنت الدراسات أن هذه الفائدة ليست للأسبيرين فحسب بل أيضا لمضادّات الالتهاب من فصلية مانعات بروتينات السيكلو أوكسيجيناز-2 cox-2 inhibitors.
فهل من تفسير لدور الأسبيرين في الحماية من السّرطان؟
من المعروف أن هنالك عوامل متعدّدة ومتشابكة على صعيد الخلايا تلعب دورا في تحفيذ السرطانات من ضمنها الالتهابات المزمنة. من العناصر الهامة في تكوين الالتهابات هنالك بروتينات تسمى سيكلو أوكسيجيناز 2 cox-2 . إن الأسبيرين يمنع حدوث الالتهاب من جرّاء منع سلسلة تفاعلات السيكلوأوكسيجيناز 2 مانعا بالتالي تكوين مادة البروستاغلاندين prostaglandin التي تلعب دورا في تكاثر الخلايا وتشكيل الأوردة الدموية التي تساهم في حدوث الخلايا السرطانية الأولى. من هنا يفسر العلماء دور الأسبيرين في الحماية من السرطان عبر منع الاتهابات المحفّذة له.
كما من المعروف أن للأسبيرين دور في منع تخثر الدم، وهذه الخاصة مرتبطة بالدور الوقائي للأسبيرين في الحماية من السرطان. إذ إن صفائح الدم عادة ما تنتقل في الجسم وتلعب دورا في تفاقم الالتهاب المرتبط بتكوين الخلايا السرطانية الأولى. ويلعب الأسبيرين دورا وقائيا من حيث أنه يخفف عدد صفائح الدم من خلال منعه لبروتينات السيكلوأوكسيجيناز 1 المحفذة لتكوين صفائح الدم.
إن نتائج هذه الدراسات مشجّعة جدّا وتعتبر بالغة الأهمية من حيث أن الـأسبيرين متوفّر في الأسواق بأسعار زهيدة ممّا يسمح بتطبيق حملات وقائية ناجحة وواسعة، وهي معايير أساسية لنجاح السياسات العامّة للصحة الوقائية. غير أن المنظمّات الطبيّة العالمية لم تبدأ بعد بتوصية استخدام الأسبيرين كدواء وقائي من السرطان بانتظار دراسات أخرى لتأكيد ما بيّنته مراجعة البيانات الطبية لغاية اليوم.
من الجدير الذكر أن للأسبيرين بعض الآثار الجانبيّة مثل ازديد خطر النزيف في الجهاز الهضمي عند بعض الأشخاص. لذلك من المهم جدا استشارة الطبيب والأخذ بنصيحته قبل البدء بتناوله.