ما تأثير السكري على صحّة القلب والشرايين؟

إن مرض السكّري يتفاقم في مجتمعاتنا، إذ تقدّر المنظّمات الطبّية أن عدد المصابين بالسكّري من النوع الثاني (وهو الأكثر شيوعا وغالبا ما يصيب البالغين فوق الأربعين عاما) يفوق حاليّا ال 500 مليون شخص في العالم.
يحدث السكري من النوع الثاني جرّاء عدم فعالية استخدام الجسم للإنسولين، وهو الهورمون الذي يسمح لخلايا الجسم باستخدام السكّر وتخفيف معدّلاته في الدم. يبدء الخلل جرّاء عدم استجابة خلايا الجسم لعمل الأنسولين, وعندها يبدء البنكرياس بزيادة افرازه لهورمون الإنسولين إلى أن يستنفد كل مخزونه. وهكذا يزداد معدّل السكّر في الدمّ مّما يؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، من بينها الشرايين والأوعية الدموية والقلب.
إن الأشخاص المصابين بالسكّري يزداد لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بغير المصابين بالسكّري. كما أن العديد من الأشخاص يكتشفون أنّهم مصابين بالسكّري بشكل متأخّر بعد إصابتهم بنوبة قلبيّة. وتشير الإحصاءات إلى أن ثلث الأشخاص الذين يصابون بنوبات قلبية هم أيضا مصابين بالسكري. إذ إن ازدياد السكر في الدم يزيد من اختلال الشرايين من جهة، وغالبا ما يترافق السكّري بمشاكل أخرى مثل ازدياد معدّل الكوليستيرول وضغط الدم ممّا يزيد التعرّض للمشاكل القلبية.
من هنا أهمّية إجراء فحوصات مخبرية منتظمة لدى المصابين بالسكري لتفادي حدوث مشاكل قلبية. ولا تقتصر الفحوصات على نسبة السكر في الدم ومخزون السكّري فحسب، بل أيضا للكوليستيرول في الدم، كما يحبّذ اجراء تخطيط للقلب بشكل سنوي، وصورة دوبلر للشرايين اذا استلزم الأمر.
كما أنه يجدر التكرار بما يخص أهمّية الوقاية، إذ باللإمكان الحد من حدوث السكّري من النوع الثاني إذا اكتشف في مرحلة "ما قبل السكّري" وتم أخذ الاحتياطات المناسبة، ولا سيّما من حيث تخفيف الوزن والقيام بممارسة الريّاضة أو أخذ الأدوية اللازمة التي يصفها الطبيب. ويمكن لتحليل مخزون السكّري أن يؤكّد تواجد مرحلة "ما قبل السكّري" إذا كانت النسبة بين 6.1 ألى 6.9 مول/ليتر.من هنا ضرورة فحص محزون السكّري في الدم خاصّة للأشخاص ما فوق الأربعين عاما لتدارك المشكلة في بدايتها (إن تواجدت) والسيطرة المبكرة عليها.