علاج الهوميوباتي وآخر التوصيات الأوروبية
إن الهوميوباتي أو المعالجة المثليّة هي نوع من العلاجات التي تعتمد على استعمال كميّة صغيرة جدّا من المواد الطبيعية النباتية أو الحيوانية لمعالجة بعض الأمراض بطريقة قريبة من طريقة عمل اللّقاحات. وتعتبر الهوميوباتي من فصيلة الطبّ البديل التي تحفّز الجسم بأن يعالج نفسه بنفسه.
هنالك مختبرات متخصّصة في تركيب هذا النوع من العلاجات مثل مختبر بوارون الفرنسي، وتتواجد في الصيدليات بعض الأدوية من فصيلة الهوميوباتي، ومن أشهرها الأوسيوكوكسينوم oscillococcinum و هو من أكثر أدوية الهوميوباتي مبيعا في الصيدليات. يؤخذ كمضاد للإنفلونزا ونزلات البرد، ويشير المختبر المصنّع إلى أنّه فعّال إذا تم تناوله مباشرة عند البدء بالشعور بالنزلات البردية. وهو يحضّر من قلب وكبد الوز من فصيلة بارباري، وطريقة عمله الفعليّة تبقى غير معروفة. وتستخدم الهوميباتي لعلاج حالات أخرى مثل إزرقاق وتورّم الجلد، الدوخة، بعض أنواع الرهاب، عسر الهضم، القلق، وحساسية الربيع.
ولكنه قد صدر مؤخّرا قرارمن أكاديمية الصيدلة الفرنسية يفيد بأن علاجات الهوميوباتي غير مضمونة الفاعلية وقد أوعزت على كلايّات الصيدلة بتوقيف تدريس مادّة الهوميوباتي في مناهجها. وقد استندت الأكاديمية بقرارها هذا على انعدام الدراسات العلمية التي تثبت أن للهوميوباتي دور فعّال أكثر من فاعليّة الدواء الوهمي placebo
وطالبت أكادميتا الصيدلة والطب الفرنسيتان السلطات الصحية بتوقيف تغطية الضمان الاجتماعي لأسعار هذه العلاجات. فهل نشهد قريبا انتهاء ظاهرة الهوميوباتي التي طالما ما تباهت بانعدام أثارها الجانبية و تفاعلاتها، والتي لها شعبية كبيرة إذ تعتبر من أكثر العلاجات مبيعا في فرنسا في بعض الحالات (مثل الأوسيوكوكسينوم الذي يحل ثانيا في المبيع بعد الدوليبران (باراسيتامول) في علاج النزلات البردية)؟
