كيفية التوقّف عن الأدوية المضادة للإكتئاب

إن الأدوية المضادّة للإكتئاب غالبا ما توصف لفترات طويلة يقررها الطبيب حسب الحالات. وفي بعض الأحيان قد ينصح بالاستمرار بتناولها بالرغم من اختفاء العوارض لتجنّب الإنتكاسات التي ممكن أن تحصل.
ولكن عند أخذ القرار بالتوقّف عن أخذ هذه الأدوية، من المهمّ جدّا التوقّف عنها بشكل تدريجي لتفادي العوارض المتعلّقة بالتوقّف الفجائي (متلازمة الانسحاب) و التي تشمل:
مشاكل في الجهاز الهضمي: غثيان ، قيء ، تشنجات ، إسهال ، أو فقدان الشهية؛ تعرّق شديد؛ أرق؛ مشاكل في التحكّم بحركات الجسم ورجفان؛ تقلّب في المزاج و الشعور بالتوتّر. كما أن بعض الأشخاص قد يعانون من شعور غريب في الرّأس يشبه الصعقة الكهربائيّة brain zaps
من المهم جدّا الأخذ بعين الإعتبار الأمور التالية قبل التوقّف عن أخذ الأدوية المضادة للإكتئاب:
- أخذ الوقت الكافي: من المهم عدم التسرّع في التوقّف عن الأدوية المضادّة للإكتئاب، ففي الكثير من الأحيان يستلزم من 6 إلى 9 أشهر من المعالجة . وفي حال كان هنالك سابقة انتكاس جرّاء التوقف عن أخذ العلاج، فعندها يقتضي أخذ العلاج لفترة سنتين أقلّه للأستفادة من العلاج. كما يجب انتقاء الوقت المناسب للتوقّف وتأجيل التوقّف إذا كانت الظروف غير مؤاتية (مثلا فترة توتّر، أو تغيير في العمل، أو تواجد مسؤوليّات جديدة).
- التوقّف التدريجي: يتم ذلك بالتوافق مع الطبيب الذي يصف المدة اللازمة للتوقف والتي يتم خلالها تخفيض الجرعات بشكل تدريجي. عادة تتراوح المدّة بين 2 و 6 أسابيع وذلك حسب نوع العلاج، إذ إنّ العلاجات التي تعمل بشكل أسرع تخرج من الجسم بشكل أسرع (بين يوم إلى 7 أيام) ممّا يزيد من حدّة العوارض الجانبية عند التوقّف عن تناولها. من بين هذه الأدوية: فينلافاكسين (إيفيكسور)، دولوكزيتين (سيمبالتا)، باروكزيتين (سيروكزات)، سيرترالين (زولوفت)، وإيسيتالوبرام (سيبراليكس). بينما تقلّ حدّة هذه العوارض عند تناول الأدوية تعمل بشكل أبطء في الجسم وتخرج منه بشكل أبطء (تصل لفترة 25 يوما) مثل الفلويوكزيتين (بروزاك). ويتم تخفيض الجرعات مثلا بمعدّل النصف في الفترة الأولى لعمليّة التوقّف التدريجي، ومن ثم التناوب على أخذ الجرعة المنخفضة كل يومين، قبل التوقّف النهائي عن أخذ الدّواء.
- الدّعم النفسي: من المهم إخبار أحد أفراد العائلة أثناء البدء بالتوقّف التدريجي للأدوية المضادة للإكتئاب؛ كما من المهم التحدّث مع الطبيب وإبلاغه لدى حدوث بعض العوارض الآنف ذكرها (إذ يقرّر الطبيب ما إذا كان هنالك حاجة لزيادة الجرعة، أو قد يلجأ لوصف دواء يساعد على النّوم أو تهدئة التوّتر في بعض الحالات لتخفيف الآثار الجانبيّة أثناء هذه المرحلة).
- قد يلجأ الطبيب لوصف دواء الفلويوكزيتين (البروزاك) كجرعة واحدة (20 مغ) في اليوم الذي يلي التوقف النهائي عن الدواء المضاد للإكتئاب (إذا كان هذا الأخير من بين الأدوية التي تخرج من الجسم بسرعة). إذ إن البروزاك يخرج من الجسم بشكل بطيء لفترة تقارب 25 يوما مما يخفف من عوارض هذه المرحلة.
كما يفضّل مراجعة الطبيب بعد شهر من التوقّف عن تناول الدواء لكي يتم تقييم الوضع والتأكد من عدم تواجد عوارض مرحلة التوقّف، وتجنّب الانتكاس ومعاودة الإكتئاب.